كشف المغرب عن أربعة ضوابط لاستمرار التنسيق مع السعودية والإمارات، عقب ما عرفت بأزمة السفراء التي كادت تعصف بالعلاقات بين الرباط وكل من الرياض وأبو ظبي خلال الفترة الماضية. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة -مساء الخميس في الدار البيضاء- إن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة بالنسبة للمغرب. وتحدث أيضا خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الأردني أيمن الصفدي عن المحدد الثاني في هذه العلاقة، وهو أن التنسيق مع دول الخليج -خاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة- يجب أن يكون وفق رغبة من الجانبين. وفيما يخص الضابط أو المحدد الثالث، أشار المسؤول المغربي إلى أن التنسيق بين الطرفين يجب ألا يكون حسب الطلب. وقال -وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية المغربية- إن التنسيق يجب أيضا أن يشمل جميع القضايا المهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مثل الأزمة الليبية. وأوضح بوريطة أن "الرغبة في الحفاظ على هذه العلاقة يجب أن تكون من الجانبين، وأن تكون متقاسمة، وإلا فسيكون من الطبيعي عدم استثناء أي من البدائل". استدعاء السفراء وكانت العلاقات المغربية السعودية دخلت منعطفا جديدا خلال الفترة الأخيرة بعد قرار المغرب استدعاء سفيره لدى الرياض للتشاور في فبراير/شباط الماضي، بعد أيام على عرض قناة العربية السعودية تقريرا بشأن الصحراء الغربية يدعم مزاعم بأن المغرب غزاها بعد أن غادر المستعمر الإسباني عام 1975.
يتقاسم البلدان الرؤى ووجهات النظر في العديد من القضايا على الساحتين العربية والدولية، فالمغرب يساند رؤية المملكة العربية السعودية لما يحدث في اليمن ومدى الخطر الإيراني على الحدود الجنوبية للمملكة والمتمثل في دعم الحوثيين في صنعاء، وهو ما دفع بالرباط إلى المشاركة في التحالف العربي لإعادة الشرعية للحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي، وفي ذراعه العسكرية عملية "عاصفة الحزم". كما أن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي تدعم المغرب بقوة في ملف الصحراء الغربية التي يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أراضيه. ويعد المغرب شريكا إستراتيجيا لدول الخليج العربي ومجلس التعاون والتي دعته للانضمام إليها بوصفه عضوا كامل العضوية في المجلس عام 2011 بعد بداية الربيع العربي، لكنه امتنع على الرغم من ترحيبه بالدعوة على حد قول عبد الله بن صالح العقيل – من مركز دار المشورة لقياس الرأي العام بالرياض. العلاقات الاقتصادية توطدت العلاقات بين السعودية والمغرب طوال العقد الماضي، وكان للملف الاقتصادي شأنه في دعم العلاقات بين البلدين، فالسعودية شريك تجاري لا غنى عنه للمغرب، إذ تذهب إليها 49 بالمئة من صادرات الرباط لدول مجلس التعاون الخليجي، كما إن 79 بالمئة من واردات المغرب من دول المجلس تأتي من السعودية، وذلك طبقا لإحصاءات العام 2015.
لكنّ هذا التحرّك ضدّ إيران أتى على الأرجح نتيجة الحاجة إلى تعزيز علاقة المغرب مع الولايات المتحدة والكتلة بقيادة المملكة العربية السعودية. فزعم تقرير صدر حديثاً أيضاً أنّ وزير الخارجية المغربي عقد اجتماعات سرّية مع نتانياهو في خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2018، على الرغم من أنّ ليس للبلدَين علاقاتٌ دبلوماسية منذ العام 2000، غير أنّ روابطهما التجارية سرٌّ معلن. الصحراء الغربية: مسألة لا تزال عالقة تتمحور سياسة المغرب الخارجية المحافِظة أكثر في المقام الأوّل حول تعزيز الدعم الدولي لمطالبات المغرب بأرض الصحراء الغربية، التي يعتبرها المغرب "ولايات جنوبية" تابعة له. وجرت سلسلة الأحداث هذه في العام 2018 على خلفية اهتمام الأمم المتّحدة والولايات المتّحدة المتجدّد بالخلاف على الصحراء الغربية. فمنذ انضمام جون بولتون إلى إدارة ترامب في مارس 2018، زادت الولايات المتحدة من أهمّية الحاجة إلى حلّ الصراع. فقال بولتون لصحيفة ذا نيويوركر إنّه "كان يتوق إلى إنهاء الصراع"، ويعتبر الإعلامُ الداعم للحكومة في المغرب بولتون متعاطفاً مع حركة البوليساريو، وهذا تطوّر مقلق في مجريات الأمور للمغرب.
وبين البلدين اتفاقات اقتصادية ومشاريع بملايين الدولارات، فالسعودية الشريك السادس للمغرب تجاريا والثالث استثماريا، كما تستثمر الرياض في أكبر مشروع في العالم لتوليد الطاقة الشمسية بالمغرب، ومشروع آخر لدعم القطاع الصناعي بقيمة 500 مليون دولار، إضافة لعشرات الشركات المشتركة بين البلدين. ويرتبط البلدان أيضا بخط بحري مباشر من طنجة إلى جدة لا يزال قيد التنفيذ. أهم المواضيع الشائكة الاختلاف في الرؤى والتوجهات حول عدد من القضايا والملفات بين المغرب والسعودية الذي بدأ منذ أزمة فرض الحصار الرباعي على قطر في يونيو/حزيران 2017، إذ فضل المغرب "الحياد البناء" من الأزمة الخليجية، ربما يكون أحد عوامل التوتر الذي تشهده العلاقات بين البلدين وأججه التقرير الأخير الذي بثته قناة "العربية" حول الصحراء الغربية. وأهم الملفات التي يدور حولها الخلاف بين البلدين هي: كأس العالم 2026 #كاس_العالم_2026 أمريكا طلبت دعم السعودية لملفها قبل المغرب وهذا حق مشروع لها. ليست السعودية وحدها من صوّت لملف أمريكا بل أيضا العراق والكويت و الاردن و لبنان والامارات والبحرين. فالمصلحة الدولية أولى من الهياط بإسم العروبة. مثيب المطرفي | Muthieb (@Muthieb) June 13, 2018 صوتت المملكة العربية السعودية في الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لصالح ملف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة فعاليات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في العام 2026، وبذلك أدارت الرياض ظهرها لملف المغرب الذي كان يعوّل على دعم الدول العربية الشقيقة والدول الأفريقية الصديقة للحصول على هذا الشرف.
ونتيجة لهذا التوتر، بدأ المغرب يقاطع اجتماعات التحالف لأنه اعتبر تصويت السعودية لصالح الملف الثلاثي بين أمريكا وكندا والمكسيك "خيانة"، واستمر التوتر غير المعلن، إلى أن خرج وزير الخارجية المغربي على قناة الجزيرة متحدثا عن أن مشاركة المغرب في اليمن "تغيرت". بعدها بثت قناة "العربية" فيلما وثائقيا، يدور حول الصحراء المتنازع عليها، ويدعم وجهة نظر جبهة البوليساريو التي تدعي أن المغرب غزاها بعد أن غادر المستعمرون الإسبان في عام 1975، وهو أمر لا يتهاون فيه المغرب مع أي دولة، إذ يقاطع أي دولة تتبنى وجهة النظر هذه. عندئذ استدعى المغرب سفيره للتشاور، وفقا لرواية الوكالة الأمريكية. و"البوليساريو" هي اختصار لـ"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" وهي حركة تحررية تأسست في 20 مايو/أيار 1973، وتنازع المغرب السيادة على إقليم الصحراء، منذ جلاء الإسبان، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار. وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
/ أخبار العالم المغرب - الإمارات / السعودية نشرت في: 25/04/2020 - 13:09 وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة ومحمد بن سلمان © تويتر (Saudi Press Agency) علاقات المغرب مع السعودية والإمارات غالبا ما كانت تتّسم بالمتانة والاستقرار. فما الذي جعل الرباط تستدعي سفيرها في الرياض منذ العام الماضي وسفيرها في أبو ظبي مع مطلع الشهر الحالي؟الأزمة الصامتة بين المغرب ودول الخليج العربية بدأت تخرج للعلن فهل يتعلّق الأمر ببوادر قطيعة أم أنها سحابة عابرة؟ حتى الآن تحاول الدول الثلاث، المغرب والسعودية والإمارات إحاطة التوتر بقدر كبير من السرّية، إلا أن موقعي «مغرب أنتلجنس» و«الزنقة 20» المقرّبين من السلطة المغربية، كشفا أن المغرب سحب سفيره في الإمارات، محمد آيت وعلي، بعدما ظل في منصبه أكثر من تسع سنوات، كما استدعي القنصلَان المغربيان في دبي وأبو ظبي. وعزت عدّة مواقع إعلامية أمر فتور العلاقة بين هؤلاء الدول الثلاث إلى مواقف المغرب من قضايا مقاطعة قطر، التحالف العربي في اليمن، الصراع الداخلي الليبي إضافة إلى مسايرة «الربيع العربي». عوامل أدّت جميعها إلى فتور العلاقات الدافئة بين أبناء زايد والمملكة التي تُحاول الحفاظ على استقلال سياستها الخارجية في عدد من قضايا الشرق الأوسط.