وقد يتمثل التأخر عن بدء اليوم الدراسي بعدم حضور الطابور مثلاً، أو عدم حضور أحد الحصص الأولى أو جميعها أحد أوجه الغياب التي ولا بد من البحث فيها، والتعرف على سببها. وهناك أسباب طارئة أخرى كحدوث الأعطال بالطريق، أو بسيارة الذهاب إلى المدرسة، أو حدوث الاحتفالات بالشارع أو حتى كثرة أوقات الانتظار بالإشارات، أو عدم توفر سيارة وقت الذهاب للعمل أو محل الدراسة بالمدرسة أو الجامعة مثلاً وهي من الأسباب الوجيهة للتغيب أو التأخر عن الحضور. أما بالنسبة للجانب النفسي والذي يتمثل في تعمد عدم الحضور للخوف من إحدى الشخصيات بالمدرسة، طلاباً أو معلمين، لأسباب تتعلق بالاختبارات، أو المناقشات، أو عدم إنهاء الواجب المدرسي فيتم التعامل معه وعلاجه من قبل الأخصائي النفسي بالمدرسة. اضرار الغياب والتاخر الصباحي يعد التغيب في حد ذاته صفة سلبية ومؤثرة على السلوك في أي مؤسسة إن كانت، فعدم قيام فرد بدوره يؤثر بدوره على جميع الأفراد حتى وإن تشابه له في الدور كثير بالمؤسسة. يؤثر التأخر الصباحي على فوات الوقت المخصص لإعلان بعض المعلومات، كبعض القرارات الخاصة بالمؤسسات العمالية، أو تحصيل بعض الدروس الخاصة بالمواد الدراسية، أو بعض المعلومات المُعلنة من الإدارة المدرسية مثلاً في طابور الصباح.
الحضور والتغيب عن العمل ثانياً- مراقبة الحضور والتغيب عن العمل: يمثل الغياب عن العمل مشكلة خطيرة حيث تشير التقديرات إلى أن التغيب عن العمل يكلف المملكة المتحدة وحدها حوالي 13 مليار جنيه استرليني سنوياً، كما تشير الدراسات التي تم إجراؤها في السنوات الأخيرة إلى أن معدلات التغيب في المملكة المتحدة فقط تفوق معدلات التغيب في بقية دول أوربا – أوضحت دراسة أُجريت في عام 1983 أن معدل التغيب عن العمل في بريطانيا يصل إلى 11. 8% في حين يصل إلى 5. 9% في فرنسا و 5. 4% في هولندا و 3. 8% في بلجيكا و3% في ألمانيا الغربية والسويد وأخيراً تصل نسبة التغيب في إيطاليا 2. 9%. ولا تشير الدراسات التي تم إجراؤها بعد ذلك إلى حدوث أي تغيير واضح في هذا الوضع، وعلى فرض أنه تم التوصل إلى كل الإحصائيات بقدر متساوي من الدقة فمن الواضح أنه من المهم جداً بالنسبة لبريطانيا بصفة خاصة أن تحاول أن تجعل معدلات الغياب تحت السيطرة وأن تقلل هذه المعدلات حيثما يكون ذلك ممكناً. والتغير في هذا السياق يشير إلى عدم وصول أحد الأشخاص العاملين إلى مكان العمل في الوقت المتوقع لأي سبب من الأسباب وبينما يرجع الموظف سبب غيابه عن العمل إلى المرض فإنه من الممكن أن يكون هناك عدد من الأسباب الخفية التي يكون صاحب العمل في حاجة إلى معرفتها.