وفي هذا الحفر تتلاطم مشهديات الجور التركي والعبودية والفقر والمجاعة والزحف المصري الإنجليزي إلى السودان، ومنه التنصير، وهنا تبرز شخصية ثيودورا الإسكندرانية المولد اليونانية الأبوين، والراهبة التي تحضر إلى السودان مبشّرة. وتلتقي ثيودورا ببخيت الذي يتعلق بها، بينما كانت في البداية تؤثره ولكن كعبد، كما كانت تنظر إلى السود عبيداً، وهي البيضاء المسيحية، وهم المسلمون الكفار. لكن ثيودورا ستخص ببخيت بدفترها التي تسجل عليه يومياتها، وهذه تعلّة روائية أخرى للحفرية التاريخية. بسقوط أم درمان تقع ثيودورا في الأسر، ويقسرها سيدها على أن تسلم، ويسميها حواء ولأنها ترفضه يأمر بختنها، وينتهي الأمر بقتلها. وسوف يكتشف بخيت من أوقعوا بها، فيبدأ بالانتقام منهم بعد خروجه من السجن. وهكذا جاءت (شوق الدرويش) موّراة بالحب والوجد الصوفي، وصبوة الحرية ووحشية المستعبدين للعبيد. - «ثمن الملح» للبحريني البسام شكّل سؤال الأديب البحريني ناصر مبارك الخيري لجريدة المقتطف المصرية عام 1910. العتبة الأولى لرواية خالد البسام (ثمن الملح – 2016) كما يلي: «ما قولكم في بيع الرقيق: أفضيلة هو أم رذيلة، فإن كان الأول فلماذا يصادره الغربيون، وإن كان الثاني، فلماذا لا يقول بتحريمه رجال الدين في الشرق؟ ويقول الغربيون إن على هذا الداء الإسلام والمسلمين، فهل هذا صحيح؟ وإن لم يكن كذلك فما سبب تأصله حتى صار يصعب قطع جرثومته من الشرق؟» من هذه العتبة الوثائقية تمضي رواية (ثمن الملح) إلى وثيقة أخرى، فتنفتح بها على احتفال رأس السنة الأولى من القرن العشرين في مقر الحاكمية البريطانية في مدينة المنامة البحرينية.
وبينما يمضي الجنون بالإمبراطورة يصير العاصي واحداً من ثوار كومونة 1867. وفي دلالة مؤثرة، وفي وشفافية يختم الكاتب الرواية بطفلٍ ينجبه جوفان الذي يتعلق بمكسيكية، في إشارة أخرى وأخيرة إلى ما بين الذات والآخر. - «شوق الدراويش» للسوداني زيادة أما حمّور زيادة فيعود في روايته «شوق الدرويش» إلى القرن التاسع عشر، حيث يحفر فيما يمكن أن تدعى بسنوات الجمر في التاريخ السوداني. وتتمحور الرواية حول شخصية بخيت منديل الذي اختطفه تجار العبيد عندما هاجموا قريته، وباعوه في الخرطوم إلى سيد أوروبي سينتهك إنسانية العبد، ويغتصبه على امتداد أربع سنوات، حتى إذا فتحت المهدية الخرطوم وطردت منها الإنجليز والمصريين، اختفى السيد وتحرر العبد. ومن ممارسة بخيت لحريته كان تردده على الحانة ليشرب المريسة (الخمر)، حيث يقبض عليه، ويودع السجن عقاباً على جريمة الشرب. وينسى بخيت في سجن الساير سبع سنين حتى دخل الجيش المصري عقب سقوط الدولة المهدية، فتحرر بخيت، ومضى إلى مريسيلة حيث خطط للانتقام ممن تسببوا في مصرع محبوبته حواء - ثيودورا. في الرواية نقرأ: «الوقائع أمواج تغطي ما سبقها بنشوة شريرة، فيعجز بخيت عن إدراك ما يحدث». ولعل هذا المقبوس على صغره أن يرسم اللعبة الفنية التي لعبتها الرواية وهي تحفر في التاريخ.
كما كان كشف باحث يمني عن تنامي جرائم الاتجار بالبشر باليمن وعن تورط عصابات إجرامية لها امتدادات خارجية خصوصا في المملكة في أعمال تجارة الجنس وبيع الأعضاء وتهريب الأطفال واستغلال الضحايا في أعمال منافية للأخلاق. فبحسب رئيس المؤسسة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر علي ناصر الجعلي فإن جرائم الاتجار بالبشر أصبحت "مشكلة" داخل المجتمع اليمني وليست ظاهرة محدودة. وأضاف أن من مظاهر الاتجار بالبشر في اليمن تهريب الأطفال إلى دول الجوار واستغلالهم جنسيا والزواج السياحي، حيث يفد في الصيف أشخاص كبار السن غالبا من السعودية ودول الخليج للزواج بالفتيات اليمنيات ثم يتركوهن لمصير مجهول، وأيضا تجارة بيع الأعضاء البشرية واختطاف الفتيات بالقوة. ولفت الجعلي إلى أنه رصد 500 حالة اتجار بالبشر في اليمن كشفت عنها الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية، وأن هناك 150 معتقلا من عصابات الاتجار بالبشر ألقت السلطات الأمنية القبض عليهم وبينهم أشخاص سوريون ومصريون وأردنيون. وقال إن هناك عصابات تنشط في الاتجار بالأعضاء البشرية، وعصابات تعمل في تهريب الأطفال إلى دول الجوار وتحديدا السعودية، إلى جانب عصابات تعمل في الدعارة والبغاء.
ويلوح السؤال: «هل الدين هو الذي يسعد أم لون البشر؟» وسيقول العبد العازف صموئيل لعبدة: «المسيحية الآن أعطتني الحرية ولا أريد أكثر من ذلك». أخذ سؤال التخلص من العبودية يلهب عبدة: «أريد أن أصبح حرة». وفي سنة 1908 يساعدها بركات في تقديم طلب العتق إلى الحاكمية. وبعد حصولها على الورقة التي تمنحها العتق تلطمها موزة بما منح الرواية عنوانها: أنت يا ثمن الملح «هل تعرفين أنك لا تساوين حتى ذرة الملح؟ يا ثمن الملح الرخيص». ورغم أن عبدة التي ترفض تبديل اسمها، تحصل على حريتها، فإن العنصرية تلاحقها، فيتخلى بركات عنها لأن أهله يرفضون زواجه من سوداء: «يريدون من السود أن يكونوا خدماً لهم فقط وعبيداً تحت أقدامهم». وتختم عبدة الرواية بقولها: «لا زلت عبدة... لم تنفع الورقة ولا الحاكمية البريطانية في تغييري إلى حرة». لا تخفي الوثائقية نفسها في هذه المدونة، لكنها تتفاوت في التسريد، كأن لا تخلو من الفجاجة في رواية «ثمن الملح» أو تبدع في التخفي كما في روايتي قنديل وزيادة. أما السؤال عن تركّز هذه الحفريات الروائية في العبودية - ومن ذلك أيضاً اشتباك العبودية بالعنصرية - فلعله في إقبال الرواية على العتمات التاريخية التي لم تكد تلتفت إليها بعد، ومنها تاريخ العبودية والعنصرية.
أشار التقرير إلى "انتهاكات ضد القوى العاملة الهائلة المهاجرة في المملكة العربية السعودية خاصة من جنوب وجنوب شرق آسيا وأفريقيا". ذكر التقرير أن "العمال المهاجرين في المملكة ما زالوا يشكلون أكبر مجموعة معرضة لخطر المتاجرين بالبشر، ولا سيما الخادمات بالمنازل بسبب عزلهن داخل المساكن الخاصة وتعرضهن لإساءة من أرباب العمل". قال وزير الخارجية مايك بومبيو خلال عرضه التقرير في حضور ابنة الرئيس الأمريكي ومستشارته إيفانكا ترامب "إذا لم تتصدوا للاتجار فإن أمريكا ستتصدى لكم". وإدراج الدول المذكورة على القائمة يعني أن الولايات المتحدة يمكن أن تحد من مساعدتها لها أو تكف عن دعمها في هيئات مثل صندوق النقد الدولي. وأوضح بومبيو أن واشنطن اتخذت العام الفائت تدابير بحق 22 بلدا استنادا الى التصنيف المتصل بالاتجار بالبشر. وأشار القسم الخاص بالسعودية في تقرير الاتجار بالبشر إلى تقارير عديدة لتجنيد التحالف الذي تقوده السعودية أطفالا سودانيين ويمنيين لقتال المتمردين الحوثيين. ومن شأن هذا القرار، الذي صدر بعد نقاش داخلي محتدم، إثارة اتهامات جديدة من جانب أنصار حقوق الإنسان وبعض أعضاء الكونغرس الأمريكي بأن الإدارة الأمريكية تضع المصالح الأمنية والاقتصادية على رأس أولوياتها فيما يتصل بالعلاقات مع السعودية الغنية بالنفط والتي هي أحد أكبر حلفاء واشنطن وأحد أكبر مشتري الأسلحة منها.
وقد بدأ الحديث عن وجود هذه الظاهرة منذ عام 2009 من خلال منظمات مدنية كشفت عن مافيا عربية للاتجار بالأعضاء البشرية تصطاد فقراء اليمن الذين يقعون ضحايا قبل أن يدفعهم الفقر إلى التحول إلى سماسرة. 7 المغرب – 160 ألف شخص وبحسب تقرير مؤسسة Walk Free Foundation فإنه يوجد 160،000 شخصاً يرزحون في قيود العبودية الحديثة في المغرب، أي ما يعادل 0. 48 ٪ من مجموع عدد السكان. 6 موريتانيا، المرتبة الأولى عالميا في مؤشر العبودية – 160 ألف شخص تحتل موريتانيا المرتبة الأولى عالميًّا في مؤشر العبودية بمعدل 160 ألف شخص تحت وطأة الإستعباد من أصل 3. 8 مليون نسمة أي ما يعادل نسبة 4% وهي أعلى نسبة تقديرية للمستعبدين في العالم، بينما تشير تقديرات أخرى إلى أنه ما بين 10 إلى 20% من إجمالي سكان موريتانيا هم من العبيد! ورغم إلغاء الرق رسميًّا في موريتانيا سنة 1991 وصدور قانون بتجريم استغلال البشر سنة 2003 ثم إصدار قانون بتغليظ العقوبات على المتورطين والمتسترين على جرائم الرق إلى حد السجن لمدة 10 سنوات إضافة إلى غرامات مالية باهظة، إلا أن الفوارق الاجتماعية والاقتصادية الكبيرة تُلجِأ الفقراء والمهمشين إلى القبول باسترقاق أنفسهم للقيام بأعمال شاقة مقابل لقمة العيش إضافة إلى رواج كبير لبعض الفتاوى الدينية التي تبيح استرقاق البشر من أجل المال في مخالفة لجوهر الدين القويم الذي يقدس الحرية ويحمى كرامة الإنسان.
وتنقل الوثيقة عن أمينة بنت المختار، رئيسة إحدى منظمات المجتمع المدني التي تُعنى بحقوق المرأة، تفاصيل سير عملية العبودية من منازل فقراء موريتانيا إلى قصور أثرياء السعودية. وتبدأ القصة بتولي «تجّار بشر» مهمة زيارة منازل أسر موريتانية تعيش في فقر شديد، شرط أن يكون لدى هؤلاء أطفال إناث تتراوح أعمارهنّ بين سنّ الثانية والخامسة عشرة. ويقدّم هؤلاء «التجار» عرضًا لذوي الطفلة بتزويجها لرجل سعودي ثري مقابل مبلغ مالي كبير نسبيًّا بالنسبة إلى الموريتانيين، وهو بين 5 و 6 ملايين أقيّة (العملة الموريتانية)، أي ما يعادل نحو 20 ألف دولار، مع وعد ذوي الطفلة بتوفير فرص عمل لطفلتهم في السعودية بهدف إغرائهم للموافقة على العرض. في ذات السياق، تحدّثت أمينة بنت المختار عن نوع آخر من العبودية الجنسية، تقوم على استقدام نساء موريتانيات بالغات إلى السعودية لتشغيلهنّ كمومسات. وقالت بنت المختار إن وكالات السفر تعرض على هؤلاء النساء توفير ثمن تذكرة السفر وتكاليف تأشيرة الدخول إلى السعودية، لكن على تلك الفتيات التعهد بأن يسدّدن هذا المال لوكالة السفريات فور عثورهن على فرصة عمل، وبالتالي يُرغمن على العمل في الدعارة ليسدّدن الدين.
وقد رأينا كيف كان القرن التاسع عشر. بخاصة موئل الروايات المعنية.
ملف عمال كأس العالم على طاولة قمة دولية في جنيف اليوم استدعى الرئيس المؤسس لقمة جنيف لحقوق الإنسان والديموقراطية هيليل نوير قطر لحضور القمة السنوية الثانية عشرة لحقوق الإنسان والديموقراطية، التي ستعقد في جنيف اليوم، لمناقشتها حول «استعباد العمال»، في معرض تعليقه على ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن منظمة هيومن رايتس ووتش عن تأخر صرف الدوحة رواتب العمال في مشاريع كأس العالم 2022. وتشمل أجندة قمة جنيف لحقوق الإنسان عرض «عبودية كأس العالم في قطر»، ما سيسلط الضوء من جديد على الانتهاكات الفظيعة التي يتعرض لها العمال هناك. ودفعت ظروف العمال منظمة «هيومن رايتس ووتش» لانتقاد تأخر السلطات القطرية في دفع رواتب العمال. وقالت إن كثيراً من الموظفين الإداريين والعمال لم يتسلموا مرتباتهم لأكثر من 5 أشهر. وهاجم نائب مدير قسم الشرق الأوسط بالمنظمة مايكل بيج السلطات القطرية التي قال إنها «تهتم بالترويج للإصلاحات الطفيفة في وسائل الإعلام أكثر من إنجاحها». وقدرت صحيفة «الغارديان» وفاة 676 عاملاً نيبالياً، و1345 عاملاً هندياً في قطر في بناء منشآت كأس العالم.
ورغم إعلان الحكومة أنها أنشأت محكمة خاصة للنظر في جرائم الرق، إلا أن العديد من نشطاء حقوق الإنسان لا يعتبرون هذا أمرًا كافيًا في ظل عدم اعتراف الدولة في تصريحاتها الرسمية بحجم المشكلة إضافة إلى تعاملها الأمني مع النشطاء الحقوقيين الفاعلين في القضية وإصرارها على إعادة توصيف الظواهر وتسميتها بأسماء غير واقعية تخالف حجمها الحقيقي. وتصف الدولة مشكلة الرق في البلاد بحالات الاستغلال الغير قانوني بينما تصف جرائم التوظيف الجنسي للأطفال والمراهقات بأنها مجرد جرائم اغتصاب للأطفال. 5 الجزائر – 190 ألف شخص تحتل الجزائر المرتبة الـ54 فى مؤشر العبودية حيث يعانى 190،000 شخصاً من سكانها من أحد صور العبودية الحديثة، وذلك بنسبة 0. 48٪ من مجموع عدد السكان. 4 سوريا – 260 ألف شخص احتلت سوريا المرتبة الـ9 فى مؤشر العبودية بـ 260 ألف شخص يعانون من أشكال الاستعباد المختلفة أي ما يعادل 1. 13% من مجموع عدد السكان. وأدى الاقتتال الداخلي على السلطة فى سوريا إلى زيادة صور العبودية الحديثة، مثل تجنيد الرجال والأطفال إجباريا فى القوات الحكومية أو الفصائل المتحاربة، كما تم إجبار الفتيات السوريات على الزواج المبكر أو الاستغلال الجنسى التجارى.