أعلنت اللجنة المنظمة لسوق عكاظ فى نسخته الثالثة عشرة انطلاق عدد من فعاليات البرنامج الثقافى المتنوعة فى يوم الأربعاء الـ 21 من أغسطس الحالى، والعديد من المشاركات المرتبطة بأصالة السوق التاريخية، تحت مظلة موسم الطائف مصيف العرب. وتتضمن الفعاليات التى تستمر على مدى أسبوع عدداً من الأنشطة المتمثلة فى الندوات الثقافية والأدبية ، والأمسيات الشعرية التى تمتد لثلاث ساعات، من بينها ندوات عن فيلسوف الشعراء أبو العلاء المعرى، والرواية العربية الجديدة، والتحول والمضمون، وطاهر زمخشرى الشاعر والإنسان، وريادة الأعمال واقع وتحديات، القيم الإعلامية فى العصر الجديد، اللغة العربية فى آسيا الوسطى، والنص الرقمى وسؤال المرحلة، الدراما السعودية تجارب وشهادات، واقتصاديات الفنون، العمل التطوعى عطاء وانتماء، إضافة للمداخلات التى تثرى الحضور والمشاركين والأمسيات الشعرية المتعددة التى سيشهدها البرنامج الثقافي. وتأتى تسمية سوق عكاظ، حيث كانت العرب قديماً فى عصر ما قبل الإسلام تقيم ثلاثة أسواق كبيرة، هى بمثابة تجمعات تجارية واجتماعية وثقافية، وكانت تعقد فى أماكن مختلفة من شبه الجزيرة العربية بطريقة دورية، ويأتيها العرب من كل الأرجاء فيتاجرون ويسمعون المواعظ والخطب، ويتفاخرون بها، كما كانوا يتناشدون الشعر ويتحاكم مبدعوهم إلى كبارهم، كالنابغة الذبيانى، الذى كانت تضرب له قبة حمراء فيحكم بين الشعراء، وتكون كلمته هى الفاصلة، وكانت القصائد التى تحوز على إعجاب هؤلاء المحكمين تطير فى أرجاء الجزيرة ويتناقلها العرب فى كل مكان.
وفي السوق الشعبية دكاكين لبيع التراثيات والمنحوتات، فيما تعرض أهم البضائع التي كانت تحملها القوافل العربية فوق الجمال. ويشير أحد الباعة لـ«عكاظ» إلى أنهم يبيعون السلع التراثية المصنوعة بالأيدي، فيما يرى أحمد الزهراني وفيصل النمري وعبدالعزيز الشمري (زوار) أنهم قصدوا السوق لمشاهدة عنتريات عمرو بن كلثوم وحِكم الذبياني تحت في خيمته وما يعرض من من تمثيل لوقائع وشخصيات تاريخية فيها تجسيد لما كان عليه السوق قديماً. ويحتفل السوق في اتجاه آخر كل عام بأحد الشعراء قديما ليستعيد هذا العام شخصية أبي العلا المعري في إحدى ندواته الأدبية عن شخصيته وأشعاره، وهو أحد أدباء الدولة العباسية ولقّب بـ«رهين المحبسين».
كانت العرب قديما في عصر ما قبل الإسلام تُقيم ثلاثة أسواق كبيرة، هي بمثابة تجمّعات تجارية واجتماعية وثقافية، وكانت تُعقد في أماكن مختلفة من شبه الجزيرة العربية بطريقة دورية، ويأتيها العرب من كل الأرجاء فيتاجرون ويسمعون المواعظ والخطب، ويتفاخرون بها، كما كانوا يتناشدون الشعر ويتحاكم مبدعوهم إلى كبارهم، كالنابغة الذبياني، الذي كانت تضرب له قبّة حمراء فيحكم بين الشعراء. ويعتبر سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى في عصر ما قبل الإسلام بالإضافة إلى سوق مجنّة وسوق ذي مجاز، تعود بدايته إلى 501 للميلاد، وكانت العرب تأتيه لمدة 20 يوما، من أول ذي القعدة إلى يوم 20 من الشهر. بهذه العبارات تقدم هيئة مهرجان سوق عكاظ تظاهرتها الكبرى، التي تعيش مدينة الطائف على وقعها طيلة شهر أغسطس الحالي، والتي تجمع في صورتها الحديثة بين مختلف ألوان الفنون والآداب، وتستقطب نجوم القصيدة والأغنية، وأصحاب الرأي والدراسة والبحث العلمي، وتكرّم كبار الأدباء والمفكرين من داخل المملكة وخارجها، وتحتضن معارض للثقافة الشعبية في دول عربية عدة، وتنظم قرى للتراث تستدعي رموز الماضي في أجوائها الأصلية التي وجدت فيها. إحياء السوق إحياء التراث تعود فكرة إحياء سوق عكاظ إلى العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز، عندما أذن بتشكيل لجنة برئاسة الراحلين الشيخ محمد بن البليهد، والدكتور عبدالوهاب عزام مع فريق آخر ساعدهم على تحديد موقع سوق عكاظ بالطائف، وهو ما ذكره لاحقا الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ قائلا «أتذكر أننا خرجنا في يوم من الأيام مع الملك فيصل وجلسنا تحت ظلال شجرة كبيرة في ذلك الشعيب، فمد يده الكريمة وأشار على هذا الموقع الذي فيه سوق عكاظ اليوم، وقال هذا هو سوق عكاظ في السابق".
الموقع الجغرافيّ لسوق عكاظ يقع سوق عكاظ في وادٍ بين مكة المكرمة والطائف، وهو على مرحلتين من مكة المكرمة، ومرحلة من الطائف، والتي تتواجد في الجزء الجنوبيّ الشرقيّ من مكة المكرمة، وكان يُقام السوق في مكان يُعرف بالأثيداء، ويتميّز هذا المكان بوجود المياه والنخل، وهو مكان مستوي، إذ لا يتواجد فيه جبال، وإنّما يتواجد فيه بعض الأنصاب التي كانت في الزمن الجاهليّ. [١] نبذة حول سوق عكاظ سوق عكاظ أحد أسواق العرب المشهورة، وهو عبارة عن سوق تجاريّ، وسياسيّ، وأدبيّ، [١] وسُمي بهذا الاسم؛ لأنَّ العرب كانوا يجتمعون فيه، ويتعاكظون، أي أنَّهم كانوا يتفاخرون بأنسابهم ويتناشدون الأشعار، ويُشار إلى أنَّه كان يُفتتح في أول شهر ذي القعدة، ويستمر إلى يوم العشرين من نفس الشهر، وبالتالي كانت مدة افتتاح السوق 20 يوماً، وبقي سوق عكاظ إلى أنْ جاءت الحرورية، حيث قامت بتدميره وإعاثة الخراب فيه. [٢] الشعار الدينيّ لسوق عكاظ اتخذ سوق عكاظ شعاراً دينياً خاصاً به؛ ففي ذلك الموقع وجد صنم جهار لهوازن، كما كان يوجد صخور يطوف الناس بها ويحجون إليها أيضاً، وكانت العرب تقصده في حجها، وكانوا يُفردون تلبية خاصة يقولونها في جهار، وهي: (لبَّيك اللهمَّ لبَّيك، اجعل ذنوبنا جبار، واهْدِنا لأوضح المنار، ومتِّعنا وملِّنا بجهار)، وبالتالي كان سوق عكاظ موسماً للحج الجاهليّ، وكانوا يحجون إلى سوق عكاظ قبل حجهم إلى منى، وقبل الوقوف في عرفة، وبسبب تجمع الأعداد الهائلة من الحجاج في سوق عكاظ، كانت العرب تنتهز السوق في المجال الأدبيّ والتجاريّ.
معنى كلمة عكاظ وردتْ كلمة عكاظ في اللغة العربية اسمًا لسوق عكاظ أحد أسواق العرب في الجاهلية، وهي من الفعل عكظ، يعكظ، ومعناه حبس، فإذا قيلَ عكظ فلانٌ فلانًا، فيعني أنَّه حبسه وقهره، أمَّا يتعاكظون فيعني أنّهم يتجادلون ويتفاخرون ويتناشدون، ومصدرها التعاكظ وهو التجادل والتفاخر، ولهذا سُمِّي سوق عكاظ بهذا الاسم؛ فالعرب كانت تجتمع فيه فيتعاكظون ويتفاخرون ويتنافرون، فَاسْمُ سوق عكاظ دلَّ على ما كان فيه في الجاهلية من المنافرات والمفاخرات، وهذا المقال سيجيب عن السؤال القائل: ما هو سوق عكاظ؟ كما أنَّه سيسلِّط الأضواء على بعض أقوال المؤرخين في سوق عكاظ. [١] ما هو سوق عكاظ في الإجابة عن سؤال: ما هو سوق عكاظ، فإنَّها سوق من أشهر أسواق العرب أيّام الجاهلية، كانتِ العرب تجتمع فيه من أجل الاتجار والبيع والشراء، كما أنَّ العرب كانت تجتمع في هذا السوق من أجل قراءة الشعر والمنافرات والمفاخرات، ويقع سوق عكاظ بين مكة والطائف، حيث كان يبعد عن مكة المكرمة مسير ليلة واحدة فقط، بينما كان يبعد عن الطائف مسير ثلاث ليالٍ، وجدير بالذكر إنَّ العرب كانت تعقد سوق عكاظ في بدايات شهر ذي العقدة ويستمر حتَّى يوم عشرين من ذات الشهرأي أنّه كان يستمر عشرين يومًا، وقد امتازتْ هذه السوق عن غيرها من أسواق العرب بسبب قرب مكانها من مكة المكرمة؛ فمكة كانت مركز التجارة العربية في شبه الجزيرة، وكانت مركزًا آمنًا بالنسبة للتجار يتركون فيه بضائعهم وأرزاقهم ولا يخافون عليها من أحد.
[٢] مظاهر سوق عكاظ تتمثل مظاهر سوق عكاظ بما يلي: [٢] سوق لعرض جميع البضائع الماديّة مثل: التمر، والعسل، والسمن، والملابس، والإبل، والخمر، كما أنَّه سوق للبضائع الأدبيّة؛ حيث يقصده الشعراء من أجل عرض أشعارهم على كبار الشعراء المحكّمين، مكان المفاخرة والمنافرة بين جموع الناس؛ إذ تسببت المنافرات في اندلاع الحروب، ومثالها حرب الفِجار. مكان لعرض البنات للتزويج. مكان لحضور بعض الخطباء. مكان دخله النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، لتبليغ دعوة الله تعالى إلى القبائل المختلفة. مكان لتعليق المعلقات السبع المشهورة. [١] من أسواق العرب عرفت العرب في عصرها الجاهليّ عدداً من الأسواق، ومنها ما يلي: [٣] سوق عكاظ. سوق ذي المِجَنّة؛ ويقع على مقربة من مكة المكرمة. سوق ذي المجاز؛ ويقع بالقرب من ينبع. المراجع ^ أ ب ت مصطفى الأنصاري (3-6-2015)، "أين تقع سوق عكاظ ؟" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2018. بتصرّف. ^ أ ب ت د. عبدالله بن سليمان آل مهنا (30-7-2009)، "سوق عكاظ من الأعياد الجاهلية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2018. بتصرّف. ↑ دكتور عثمان قدري مكانسي، "بناء ثقافتنا والحفاظ عليها" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-6-2018.
وأكد الأمير خالد الفيصل ، إبان إعلان أسماء الفائزين بجوائز سوق عكاظ في دورته العاشرة ، على الدور الرائد والدعم المتواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للثقافة في منطقة مكة المكرمة خاصة ومناطق المملكة عامة ، ورعايته - أيده الله - لسوق عكاظ ليُقدم على أنه مركز حضاري سعودي عربي إسلامي عالمي ، منوهاً سموّه بأن السوق لن يبقى سجين الماضي بل يحول إلى واقع الحاضر واستشراف المستقبل ، وسيُقدم فكر وثقافة هذه البلاد للعالم أجمع. وقال سموه: " لم يتم استدعاء سوق عكاظ من الماضي بعد فترة طويلة ليكون سجيناً للماضي بل جاء ذلك لتحويل ماضي السوق إلى واقع الحاضر واستشراف المستقبل، وأن يقدم فكر وثقافة المملكة العربية السعودية للعالم أجمع ، وأن يتحدث عن التاريخ العريق للثقافة والفكر والحضارة العربية والإسلامية التي انبثقت من الجزيرة العربية، وأن يكون السوق نافذة على المستقبل يطلع من خلالها المواطن السعودي وخصوصاً الشباب والفتيات إلى ما يخطط لمستقبل هذا العالم ومستقبل الإنسان على الكرة الأرضية ". وكشف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده آنذاك عقب تكريم الجهات المشاركة في دعم سوق عكاظ ، عن إنشاء مدينة كاملة استثمارية لسوق عكاظ ، وسيعلن عن ذلك من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ، لافتاً الانتباه إلى أن أجهزة الدولة تعد دراسات متكاملة للسوق.
من هنا "موقع سوق عكاظ" يُدرك الزائر المتتبع للتاريخ بأن هذه التظاهرة الثقافية باتت بمثابة مجمعاً لغوياً للعديد من اللهجات العربية ، ومعرضاً تجارياً ، ومنتدى اجتماعياً حافلاً بكل أنواع النشاط ، وصولاً إلى وصفه بموسوعة ثقافية حية تربط الماضي بالحاضر. // انتهى // 0067
بتصرّف.
وعن سوق عكاظ الحالي يقول خالد الفيصل "لم يتم استدعاء سوق عكاظ من الماضي بعد فترة طويلة ليكون سجيناً للماضي بل جاء ذلك لتحويل ماضي السوق إلى واقع الحاضر واستشراف المستقبل، وأن يقدم فكر وثقافة المملكة العربية السعودية للعالم أجمع، وأن يتحدث عن التاريخ العريق للثقافة والفكر والحضارة العربية والإسلامية التي انبثقت من الجزيرة العربية، وأن يكون السوق نافذة على المستقبل يطلع من خلالها المواطن السعودي وخصوصا الشباب والفتيات إلى ما يخطط لمستقبل هذا العالم ومستقبل الإنسان على الكرة الأرضية". استدعاء سوق عكاظ من الماضي بعد فترة طويلة جاء لتحويل ماضي السوق إلى واقع حاضر واستشراف للمستقبل وانطلاقا من هذه الرؤية، يبدو سوق عكاظ اليوم وهو يعقد دورته الثالثة عشرة، مهرجانا ثقافيا ورياضيا واجتماعيا وتجاريا واقتصاديا، معبّرا عن خصوصيات المكان، منفتحا على مختلف مناطق المملكة، وعلى الدول العربية، متطلعا إلى العالمية، في ظل ما تشهده السعودية من انفتاح كبير وهي التي تمتلك من الرصيد الحضاري الثري والمتميز ما يمكن أن تقدمه كإضافة مبهرة إلى أسواق الثقافة والسياحة في العالم. وفي هذا السياق، أثارت "جادة عكاظ" شغف الزوار من خلال تجسيد حي وإبداعي يشارك فيه أكثر من ألفي ممثل محترف يرتدون الملابس التراثية القديمة ويتكلمون العربية الفصحى، وكأنهم قادمون من رحابة التاريخ والتراث العريق، يجسدون شخصيات مثل النابغة الذبياني وامرؤ القيس وعمرو بن كلثوم وطرفة بن العبد وقس بن ساعدة والأعشى وعنترة بن شداد، ويعيدون للأذهان مبارزات الفرسان بالسيوف والرماح مع انطلاقة الخيول والهجانة ومسيرة القوافل واستقبال الوفود واستعراض عقد الصفقات والمزادات التجارية قديما.