ولكي تسقط القدوات عليك ب (العلماء) اطعن فيهم ، شكك فيهم، قلل من شأنهم، حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم أحد. فإذا اختفت (اﻷم الواعية) واختفى (المعلم المخلص) وسقطت (القدوة والمرجعية) فمن يربي النشء على القيم؟؟؟
، لأنّه هو مَن يلقّنهم. منذ أنْ خلق الله عز وجلّ سيدنا آدم عليه السلام وعلّمه الأسماء كلّها، والبشرية تتلقى العلم من طرف إلى آخر، وكلّ من يساهم في محو الأمية وتثقيف الانسان واعطائه المعارف يسمّى معلّما، حتّى سمّى اليونان فيلسوفهم "أرسطو" بـ"المعلم" لعلو مكانته عندهم. ونحن المسلمون نقول عن النبيّ محمّد -صلى الله عليه وسلم- "المعلّم" لعلّو مكانته وسمو رسالته التي قدّمها للبشرية جمعاء لإخراجها من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم.. وظلّت مكانة المعلّم في علياءها على مدى قرون، وإلى زمن قريب، ورحم الله الأدباء الأُصلاء، الذين علموا للمعلّم مكانته وأذنوا في النّاس على لسان أحمد شوقي: قُـم لِلمُـعَلِّـمِ وَفِّــــــهِ التَبجيــــــلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا نعم لقد كان المعلّم يَلْقَى التبجيل ويحظى بالتشريف، لا لأنّه فلان ابن فلان، ولكن لأنّه يبني ويُنشئ ما كان قيمة مميّزة للبشرية؛ النفوس والعقول. ولا يمكن بناء هذا الانسان ليكون لَبِنة صالحة وعنصرا فاعلا وأداة تنمية وتحضر ما لم يكن المعلّم في حدّ ذاته مصقولا بتربية تحرزه من تحويل مهمته الرسالية إلى وسيلة لتلبية الوظائف البيولوجية.. وهذا ما جعل السؤال المطروح: هل معلّم اليوم هو المعلم الذي قصده شوقي؟ وهل يحمل من المعارف العلمية والتربوية والسلوكية ما يؤهله لأن يتبوّأ هذه المكانة؟ وإذا كان الجواب بـ:لا، فمن المسؤول عن تبوّئه هذا المقام؟ متيقّنون أنّ مُهمَّة التعليم ليست بالسهولة التي يعتقدها مَن هم خارج العملية التعليمية، وهذا ما جعل "إبراهيم طوقان" يردّ على أبيات شوقي بقوله: شَوْقِي يَقُولُ وَمَا دَرَى بِمُصِيبَتِي قُــــــــمْ لِلْمُعَلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبْجِيــلا اقْــعُدْ فَدَيْـتُكَ هَلْ يَكُونُ مُبَـجـَّــلاً مَنْ كَانِ لِلْنَشْءِ الصِّغَارِ خَلِيلا وَيَـــكَادُ يَقْلِقُنِي الأَمِيــــرُ بِقَــوْلِـهِ كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَــــكُونَ رَسُولا لَوْ جَـــرَّبَ التَّعْــلِيمَ شَوْقِي سَاعَةً لَقَضَى الْحَيَاةَ شَقَاوَةً وَخُــمُولا حَـسْــب الْمُــعَلِّم غُــمَّـةً وَكَـآبَـــةً مَــرْأَى الدَّفَاتِرِ بُكْـرَةً وَأَصِيلا إلى أنْ قال: فَأَرَى (حِمَارَاً) بَعْدَ ذَلِكَ كُلّه رَفَعَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ وَالْمَفْعُول ولو عاش طوقان لشخُص بصره من غرائب ما يرى، ولَمَاتَ حِين يسمع أَحْمِرَةً تُحْسِن النعيق والنقيق بدل النهيق.
خلصنا من الاولى والثانية الثالثة بدأت ارهاصاتها مواقع الليبرالية والعلمانية بدأت في اطروحات نقدية للسنة النبوية وعرضها على العقل ( ماذا يقبل ، وماذا يرفض) ، وطبعا النقد يشمل رواة الأحاديث وهم الصحابة رضوان الله عليهم منتديات العلمانية مليئة بهذا العبث ومنتديات اللليبرالية "شادة" حيلها" اليومين هذي.. برغم الأحداث من حولنا ؟؟ هذه امور لها ترتيب وليست مبادرات عبثية والروافض يسبون بقدواتنا وهم الصحابه رضي الله عنهم والسلف الصالح اللهم من اراد الاسلام والمسلمين بسوء فاشغله في نفسه واجعل تدبيره تدميره لا توجد تقييمات لهذا الموضوع يمكنك البدء بإعطاء تقييم عبر الضغط على النجوم أدناه: من فضلك اختاري نوع الإساءة بعناية:
أ. ر يعد الدكتور و المفكر المغربي الراحل المهدي المنجرة ، من أبرز الأكاديميين المغاربة، فهو أستاذ جامعي مخضرم، و عالم مستقبليات، وباحث ذو تأثير عالمي في مجالات شتى، مثل الدراسات المستقبلية و حوار الحضارات و التواصل و العلاقات الدولية. من أقوال المفكر و الدكتور المهدي المنجرة التي بقيت عالقة في أذهان الكثيرين قوله: "عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان، بنوا سور الصين العظيم واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه لشدة علوه، ولكن! … خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات! وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه..! بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب. لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الحارس..! فبناء الإنسان.. يأتي قبل بناء كل شيء ، وهذا ما يحتاجه طلابنا اليوم.. يقول أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك وسائل ثلاث هي: 1/اهدم الأسرة 2/اهدم التعليم. 3/ إسقاط القدوات والمرجعيات. لكي تهدم اﻷسرة: عليك بتغييب دور (اﻷم) اجعلها تخجل من وصفها ب"ربة بيت" ولكي تهدم التعليم: عليك ب(المعلم) لا تجعل له أهمية في المجتمع وقلل من مكانته حتى يحتقره طلابه.
قم للمعلم وفّه التبجيلا * كاد المعلم أن يكون رسولا من منا لا يتذكر هذا البيت الخالد لأمير الشعراء أحمد شوقي ، والذي يسمو بقيمة المعلم ويعظّم من قدره. كيف لا ونحن أمام مربّ ومكوّن لأطباء ومهندسي وقضاة المستقبل ، فكان لزاما علينا ككل أن نقف وقفة احترام وتقدير وتبجيل للمعلم. وهنا تحضرني مقولة تنسب للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ، حيث اعترض عليها دكاترة وقضاة على الزيادة الكبيرة في راتب رجال التعليم ، وطالبوها بالمساواة ، فكان ردها: ' كيف تطالبونني بأن أساويكم بمن علموكم! '. نتحدث عن تسعينيات وثمانينيات – فالأدنى – الزمن الماضي ، حيث كان للمعلم هيبته ، وكانت المقررات التعليمية مركزة وقويمة ، أما الطلبة والتلاميذ فكانوا – على شغبهم وفقرهم – متفوقين مجتهدين ، جلّهم تسلقوا سلم النجاح والوظيفة. أما الآن فقد انقلبت الموازين ، فاختلط الحابل بالنابل ، وكيلت الاتهامات جزافا ، كل فريق يلقي باللوم على الآخر.. فالمعلم يبكي دما على واقع تلميذ اليوم ، الذي غرق في مواقع التواصل الاجتماعي ، والهواتف الغبية – أقصد الذكية – ، ولو اقتصر الأمر على ذلك لهان الخطب ، لكن المصاب جلل ، ما دامت حياة المعلم في خطر.
ولنا في الجرائد والأخبار اليومية حقائق صادمة ومخيفة عن تعرض معلمين إلى اعتداءات خطيرة من تلامذة مراهقين غاضبين ، منتقمين من ظلم المعلم – على حد اعتقادهم – إما لإهانته لهم بسبب شغبهم ، أو حصولهم على نقط هزيلة بسبب كسلهم – الذي ينفونه طبعا –. أما إذا انتقلنا إلى التلميذ فستجده وكأن جميع أنواع الظلم قد قررت أن تستقر في حياته وتربط معه علاقة حب لا تنقطع! فهو يرى أن المعلم كسول متهاون لا يشرح الدروس ، ولا يبهج النفوس ، يلجُ الفصل بوجه عبوس ، يجعل السعيد يؤوس. أما الامتحانات فيحسبونها من المستحيلات والمعضلات الكبرى ، والتي يتفنن أصحابها في تعذيب التلامذة بها ، فيبتكرون أسئلة لا علاقة لها بالمقرر الدراسي – على حد قولهم –.. بل وكأنها أتت من كوكب غير الأرض! وبين هذا وذاك وتلك ، وبغض النظر عن ماهية المصيب أو المخطئ ، فإننا لا ننكر واقع أن التعليم في عدد كبير من الدول العربية ، يعاني من داء عضال يدعى: الهدم! حيث هبط مستوى الأخلاق إلى الحضيض ، فألقى بظلاله المؤثرة على المجتمع ككل. وبالعودة إلى المدرسة الأولى في حياة الأسرة وهي الأم على قول شاعر النيل حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها * أعددت شعبا طيب الأعراق فسنجد أن الأم ، مع الأسف الشديد قد تقلص دورها – بل وقلصته هي نفسها – فآثرت أن يقتصر دورها على أمور المنزل الروتينية من كنس وطبخ …في حين أنها تجاهلت تربية فلذات أكبادها على القيم الأخلاقية والاجتماعية القويمة ، حتى إذا قصدوا مدرستهم كانوا رسلا في الأخلاق والتعامل ، فيؤثرون على المعلم وأصدقائهم والمجتمع ككل.