أما عمل المرأة مع زوجها في الحقل والمصنع والبيت فلا حرج في ذلك، وهكذا مع محارمها إذا لم يكن معهم أجنبي منها، وهكذا مع النساء، وإنما المحرم عملها مع الرجال غير محارمها؛ لأن ذلك يفضي إلى فساد كبير وفتنة عظيمة، كما أنه يفضي إلى الخلوة بها وإلى رؤية بعض محاسنها، والشريعة الإسلامية الكاملة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها وسد الذرائع الموصلة إلى ما حرم الله في مواضع كثيرة، ولا سبيل إلى السعادة والعزة والكرامة والنجاة في الدنيا والآخرة إلا بالتمسك بالشريعة والتقيد بأحكامها، والحذر مما خالفها، والدعوة إلى ذلك والصبر عليه. وفقنا الله وإياكم وسائر إخواننا إلى ما فيه رضاه، وأعاذنا جميعا من مضلات الفتن إنه جواد كريم [1]. نشرت بمجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة العدد الرابع السنة الرابعة ربيع الثاني سنة 1392هـ ص 133-140 في باب يستفتونك الذي يرد فيه سماحة رئيس الجامعة الإسلامية على أسئلة القراء. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/ 293).
ألّا تكون طبيعة العمل متعلّقةٌ بالولايات العامة؛ كرئاسة الدولة، والقضاء، وإمارة البلاد ونحو ذلك. أن يأذن لها ولي أمرها بذلك العمل، سواءً أكان وليّها أباً، أو زوجاً، أو أخاً، أو نحوه، ولا بدّ أن يُستأذن في كلّ شأنٍ يخصّ الأسرة، كما أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قد أرشد المرأة ألّا تخرج إلى الصلاة إلّا بإذن وليها، فيكون استئذان الولي في العمل أولى. أن تلتزم المرأة باللباس الشرعي عند خروجها إلى العمل، ومرورها بالرجال الأجانب. آداب الحديث بين الرجل والمرأة إذا وُجدت الحاجة للتواصل والحديث بين المرأة والرجل؛ فلا بدّ من مراعاة جملة من الآداب أثناء ذلك، فيما يأتي بيان بعضها: [٣] الاقتصار في الحديث على القدر المطلوب، فلا يتشعّب الكلام بينهما، ويتوسّعان في الحديث حول ما لا يتعلّق بموضوعهما الأصلي، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- خير مثالٍ على ذلك، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- في قصة الإفك كيف تعامل معها صفوان بن المعطل -رضي الله عنه- يومها، حيث قالت: (فأصبحَ عندَ منزلي، فرأى سَوادَ إنسانٍ نائمٍ، فعرفَني حين رآني، وكان رآني قبلَ الحجابِ، فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفَني، فخَمَّرْتُ وجهي بجِلْبابي، والله ما تكلَّمْنا بكلمةٍ، ولا سَمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه).
تاريخ النشر: الخميس 13 شعبان 1424 هـ - 9-10-2003 م التقييم: السؤال ما حكم الإسلام في عمل المرأة الذي يقتضي جلوس المرأة مع العميل وشرح طبيعة مشروع الشركة للعميل ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد أباح الإسلام عمل المرأة وفقاً لضوابط سبق أن بيناها في الفتوى رقم: 28006. ومن ذلك عدم اختلاطها بالرجال على وجه تترتب عليه فتنة، وعلى هذا فإن كان هذا العمل موافقاً لهذه الضوابط المذكورة، فلا حرج إن شاء الله في أن تعمل المرأة فيه، وإلا فلا يجوز لها العمل، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 3859. والله أعلم.
وحددت الوزارة ساعات عمل المرأة في الليل لمختلف الأنشطة إلى الساعة 11 مساءً ماعدا الأنشطة الصناعية إلى الساعة 6 مساءً، وكذلك بعض الأنشطة والحالات الأخرى التي بالإمكان أن تعمل فيها المرأة في أي ساعة من الليل مثل العمل في المستشفيات وحالات الطوارئ، بالإضافة إلى العمل في رمضان والمواسم والمناطق المركزية في مكة المكرمة والمدينة المنورة للمنشآت التي يندرج تنظيم ساعات عملها تحتها مثل أمانات المدن أو المحافظات والبلديات التابعة لها. ودعت الوزارة جميع المنشآت للاطلاع على التنظيم على الرابط.
أعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إطلاق مبادرة التنظيم الموحد لبيئة عمل المرأة، بهدف إيجاد بيئة عمل جاذبة للمرأة لتعزيز تواجدها في مختلف أنشطة سوق العمل، والتسهيل على منشآت القطاع الخاص في استقطاب المرأة وتمكينها من العمل. وأكدت الوزارة حرصها من خلال هذا التنظيم على فتح مجالات عدة لعمل المرأة وفي الوقت نفسه توفير بيئة عمل جاذبة وآمنة لعمل المرأة واستقرارها، حيث تطرق التنظيم إلى عدة ضوابط لعمل المرأة من أبرزها أهمية التزام صاحب العمل بتهيئة بيئة العمل المناسبة للمرأة، تجنب القيام بأي عمل من شأنه الضغط على حرية المرأة بما لا يتوافق مع نظام العمل والأنظمة المحلية، وعدم التمييز في أجور العاملات عن العاملين في العمل ذي القيمة المتساوية، وتوفير مكان مخصص ومهيأ ولائق للعاملات لأداء الصلاة والاستراحة وتوفير دورات مياه خاصة، توفير مساحات ومسافات مناسبة لممارسة النساء عملهن أو «كاونترات» منفصلة، وتوفير الخصوصية والاستقلالية في الأقسام النسائية لبيئة العمل المكتبية أو غير المخصصة لاستقبال العملاء، وعدم تشغيل النساء في خدمة تنظيف المرافق أو الغرف وحمل الحقائب فيما يتعلق بالقطاع الإيواء السياحي، باستثناء المنشآت المخصصة للنساء فقط، وتوفير حراسة أمنية كافية أو نظام أمني إلكتروني مناسب للمنشآت المشغلة للنساء، وألا يقل عدد النساء العاملات في الوردية الواحدة عن اثنتين في حال وجود عاملين من الرجال، إضافة إلى عدم تشغيل النساء في المنشآت المخصصة للرجال فقط، كما حظرت الوزارة تشغيل النساء في المهن والأعمال الصناعية التي من شأنها أن تعرضهن للأخطار و الأضرار وذلك حمايةً لسلامتهن.
الحمد لله أولاً: الأصل أن تبقى المرأة في بيتها ، وألا تخرج منه إلا لحاجة ، قال تعالى: ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) الأحزاب / 33 ، وهذا الخطاب وإن كان موجها إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن نساء المؤمنين تبع لهن في ذلك ، وإنما وجه الخطاب إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لشرفهن ومنزلتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأنهن القدوة لنساء المؤمنين. وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( المرأة عورة ، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان ، وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها) رواه ابن حبان وابن خزيمة ، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم (2688). وقال صلى الله عليه وسلم في شأن صلاتهن في المساجد: ( وبيوتهن خير لهن) رواه أبو داود (567) ، وصححه الألباني في صحيح أبي داود. وللفائدة يراجع جواب السؤال رقم ( 6742). ثانياً: يجوز للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل ، وذلك وفق ضوابط معينة إذا توفرت جاز للمرأة أن تخرج ، وهي: - أن تكون محتاجة إلى العمل ، لتوفير الأموال اللازمة لها ، كما في حالتك. - أن يكون العمل مناسبا لطبيعة المرأة متلائما مع تكوينها وخلقتها ، كالتطبيب والتمريض والتدريس والخياطة ونحو ذلك.
5 - إذن وليّ المرأة لها بالعمل: فلا تتولّى المرأة عملاً إلا بعد إذن وليّها لها من أبٍ وزوج ونحوهما؛ لأن الرجل هو القوام على البيت ورئيس الأسرة فيه، فيجب إذنه في كلّ شأن يهمّ الأسرة، وقد شرع للمرأة ألاّ تخرج للمسجد للصلاة جماعة فيه إلا بإذن وليّها، وغيرُه من باب أولى. 6 - التزام المرأة بالحجاب عند خروجها من المنزل للعمل: لقد أوجب الله - عزّ وجلّ - على المرأة الحجاب كما في قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59]، فوجب على المرأة المسلمة الالتزام بستر جميع بدنها عند خروجها من دارها ومرورها بالرجال الأجانب. [1] الطرق الحكمية 370 -371.
العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام ضبط الإسلام العلاقة بين الرجال والنساء بضوابطٍ مهمةٍ تحمي المجتمع من الآفات، وتصون الأعراض فيه، وتسدّ ذرائع الوصول إلى الفواحش، وتُرسي مبادئ العفة، والطهارة، فحرّم الخلوة بين الرجل والمرأة، ومنع الاختلاط لغير حاجةٍ، وأمر بالستر، والحجاب ، وغضّ البصر. [١] ضوابط عمل المرأة أجاز الإسلام للمرأة أن تخرج من بيتها للعمل، ولكنّه وضع لذلك ضوابطاً معينةً، واشترط له شروطاً خاصةً لا بدّ للمرأة أن تلتزم بها، وتتأكّد من توفّرها في العمل الذي تقوم به حتى يجوز لها ذلك، وفيما يأتي بيان جانبٍ من تلك الضوابط: [٢] أن يكون المجتمع محتاجاً إلى عملها، أو أن تكون محتاجة هي للعمل، فإن كانت هناك حاجةٌ لعمل المرأة في تدريس البنات مثلاً، أو تطبيب النساء ، ونحو ذلك فلا بأس من عملها، وكذلك إن كانت هي محتاجةٌ لمالٍ تُنفق به على نفسها. ألّا يكون في العمل مجالٌ للخلوة بالرجال؛ لأنّ الإسلام أوجب على المرأة البُعد عن الرجال غير المحارم لها، كما حرّم عليها الخلوة بهم، وذلك حرصاً على المجتمع المسلم. أن يكون العمل مناسباً، ومنسجماً مع صفات المرأة ، وخصائصها، وما جبلها الله عليه في خِلقتها، فلا تكلّف بالأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها غير الرجال، كالعمل في المصانع، والمعامل ونحوها.