فمع أن أمه هي ابنة الملك "عبدالعزيز"، مؤسس المملكة، وزوجته هي ابنة الملك "عبدالله"، الذي توفي عام 2015، إلا أن ثروته لا تعادل في أهميتها ثروة صناع القرار وأصحاب السلطة الحقيقية في المملكة. وتستدرك "كالاهان" بأن اعتقاله يقدم رؤية واضحة عما يحدث لأفراد العائلة عندما يتجرأ أحدهم على مواجهة ولي العهد، مشيرة إلى أن العقارات التي يملكها "سلمان" في باريس ظلت فارغة لأشهر، لكن الملايين التي يقول العاملون معه إنه حصل عليها من عائلته، وكذلك العقارات في الدمام وموناكو وطائرته الخاصة، لم يتم المساس بها. وتشير الصحيفة إلى أنه تم تجميد حساباته في السعودية، أما أرصدته في فرنسا فلا يمكن الوصول إليها، وتم التخلي عن خدمة الفريق العامل معه في أوروبا، لافتة إلى قول مقربين منه إن هناك 300 شخص في السعودية لا يزالون يتلقون رواتبهم منه. محامي الأمير، "إيلي حاتم"، يقول عن الأمراء المعتقلين، إن السعودية تحجز حساباتهم وحسابات زوجاتهم، ومنعت زوجة "سلمان" وأمه من مغادرة السعودية، و"هي طريقة للضغط على سلمان.. لا تزال أرصدته في باريس، لكن ليس لدينا المال لدفع النفقات، ولا يوجد مال للعناية بالعقارات". قص أجنحة الأمراء الأمير ووالده الذي حاول التدخل دفاعا عن ابنه، يعيشان تحت الإقامة الجبرية في بيت يعود للحكومة في الرياض، وتستدرك الكاتبة بالقول إنه رغم الوضع المريح الذي يعيشان فيه، إلا أن العائلة تتحدث عن عدم اتصال المحامين بهما أو توجيه تهم لهما.
وتنقل الصحيفة عن مقرب من العائلة، قوله: "يمكنه الحديث مع عائلته، لكنه خائف من الحديث صراحة، ولهذا يتحدث بالشيفرات.. إذا تمت محاكمته فإن محمد بن سلمان سيقوم بتلقين القاضي ما يقوله، ومن السهل أن توجه له اتهامات، ولا يمكنك تحقيق العدالة حتى لو كنت أفضل قاض في السعودية". وكان "بن سلمان" أعلن قبل عامين عن حملة اعتقالات لرجال أعمال وأمراء، فيما أطلق عليها مكافحة الفساد، وهي حملة رحب بها سعوديون سئموا من فساد النخبة، إلا أن المراقبين في الغرب اعتبروها محاولة لإظهار القوة وتعزيز خزينة المملكة، وقص أجنحة منافسيه. ويشير إلى أنه تم إطلاق سراح معظم الأمراء ورجال الأعمال بعد تخليهم عن أرصدة يعتقد أنها بلغت 100 مليار دولار، وكان من بينهم الملياردير المعروف "الوليد بن طلال"، إلا أن الأمير "سلمان" لم يمنح هذا الخيار، كما يقول محاموه. "كالاهان" نقلت عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية "آدم كوغل"، قوله: "قادت محاولات محمد بن سلمان (قلع) الفساد إلى اقتلاع من اعتبروا تهديدا لسلطته.. هؤلاء الأفراد تم ابتزازهم، وكان الاختطاف والابتزاز هو ما جرى لهم". لا أحد يثير الاهتمام وترى الصحيفة أن المملكة لا تزال تعاني من تداعيات جريمة مقتل الصحفي "جمال خاشقجي"، الكاتب في "واشنطن بوست"، الذي قتل وقطع على يد فرقة قالت "سي آي إيه" إنها تلقت أوامرها من "بن سلمان"، العام الماضي، عندما دخل "خاشقجي" القنصلية السعودية في إسطنبول.